
أعزائي الوزراء أكرمونا… بسكوتكم
كانوا يرون الفساد رأي العين، بل كان أحدهم وهو في منصبه يكاد أن يلمس مكامن الفساد بإصبعه لو مد يده قليلا، ويشاهدون الفساد يذرع الوزارة جيئة وذهابا متسترا على هيئة ملف مناقصة أحيانا ومتخفيا في «بشت» أحيانا أخرى، وفي أحيان أخرى يمر من تحت أقدامهم على هيئة أمر تغييري بملايين الدنانير، ولكن، ولأنهم كانوا على رأس المنصب لم يتحدثوا، لم يفعلوا شيئا، لم يحاولوا حتى أن يغيروا اتجاهات شوارع الفساد التي تمر بـ 6 حارات في بعض القطاعات، واليوم، وبعد خروجهم وبعد غيابهم عن المشهد الحكومي يحدثوننا اليوم عن الفساد وآثاره وأشكاله وأنواعه.
بعد خروجهم تحولوا إلى شعراء هجاء ضد الحكومة، وهم الذين وقبل عام أو عامين كانوا وزراء يجيدون المدح في بلاط صاحبة الجلالة بل ويهجون من يهجوها.
معضلة تبدل المواقف تلك لم يعد أحد يصدقها في البلد، وزير الأمس معارض اليوم، وهنا لا أتحدث عن حالة أو حالتين بل أمامنا أكثر من 8 حالات من هذا النوع مرت خلال السنوات العشر الماضية.
ورغم احترامي لبعض الوزراء الذين بدأوا بعد خروجهم يتحدثون عن الفساد، وثقتي في جدية بعضهم، إلا أن الحديث العام عن الفساد يمكن أن يسرده لك أي موظف في أي وزارة، لذا أنصح كل وزير سابق يريد أن يتحدث عن الفساد وعما رآه أو يراه الآن ان يتحدث عن الفساد بالأسماء، ويبلغنا عن أسماء التجار والمتنفذين والسياسيين المشاركين وبالأرقام المدعمة وبأسماء المشاريع المشبوهة ومناقصات الترضيات السياسية، اما وانه يتحدث بشكل عام هلامي غير واضح الملامح، فهذا لا يزيد الأمر إلا تعقيدا، ويجعلنا لا نصدق طرحه.
أنا كاتب صحافي عادي لا أتردد في حال أتيحت لي الفرصة في كشف ما يقع تحت يدي من أوراق أي مناقصة مشبوهة، وأنت وزير وتعجز عن أن تعطي رقما واحدا أو ورقة واحدة من بين آلاف الأوراق التي مرت من أمام معاليك.
إما أن تعطونا أرقاما للفساد وأسماء متنفعين ونافذين في أي قضية شبهة فساد، وتتحملون مسؤوليتكم الوطنية والا فاكرمونا بسكوتكم، ودعوا هذا الأمر للصحافيين والكتاب والمدونين والمغردين الذين وبلا أي غطاء سياسي من أي نوع لا يترددون في الكشف عن مكامن الفساد وبالأوراق والوثائق والدلائل الدامغة.
توضيح الواضح: إن كان كلام الساسة من فضة، فسكوت بعضهم «مناقصة من ذهب».
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق